البعد الأخلاقي والدّعوي في تصوّف الشيخ يوسف المكَاسَرِي

Abstract

كان للتصوّف الإسلاميّ السنّي المبنيّ على النصوص الشرعيّة والسيرة النبويّة على مرّ العصور دورٌ مهمٌّ في إعلاء كلمة الحق وإصلاح المجتمعات بدروس ومواعظ تُعالج آفات العصر طامحة في ذلك إلى إحياء عقائدها وأخلاقها لتطبيق الشعار القرآني: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَـابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم  مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَـاسِقُونَ ١١٠﴾.ولئن اختلفت مناهج الصوفيّة المتأخرين على مناهج الأوّلين السابقين، فإنّ الهدف الأهمّ يبقى واحدا وهو تزكية النفس وتحليتها بالأخلاق الفاضلة لبناء مجتمع إسلامي يسير على ضوء الكتاب. وقد وفّق الله تعالى العديد من العلماء ليكونوا منارة تضيء درب السالكين، غير أن العديد منهم ومع ما قدّموه من جهود فقد تغافل عنهم التاريخ، ربّما لأنّهم قد اشتغلوا وناصروا الدين في أقطار بعيدة. ولعلّ الشيخ يوسف المكاسري يعتبر أحد الذين كان لهم الفضل في نشر الإسلام في أمصار لم تطأها العديد من أقدام أمثاله.فحاولنا من خلال هذا البحث أنّ نحيي ذكرى وفضل هذا الصوفي الذي شهِد له عصره بعظيم فضله في الدعوة، والتركيز على الجانب الدعوي والتربوي والأخلاقي في سلوك المسلم، مبرزين خصائله ومبينين أسس التفكير لديه من خلال قراءة مؤلفاته وخاصة رسالته [زبدة الأسرار في تحقيق بعض مشارب الأخيار].ثمّّ يسعى هذا البحث إلى تحقيق الأهداف التالية:1. التعريف بهذا المصنَّف لدى الباحثين وطلاّب العلم الناطقين باللغة العربية لاطّلاع على جانبٍ من جوانب الفكر الإصلاحي الإسلامي المعاصر.2. التركيز على الجانب الأخلاقي والدّعوي في فكر الشيخ يوسف المكاسري